في كثير من الأحيان يصيب بعضنا الصمت .. ومع الصمت يطول السكوت .. ونفكر كيف يمكن لنا أن نكسر حاجز الصمت .. ؟ وقد نرتضى بالصمت حتي ولو كان في دنيا الصخب .. وقد نشعر بالصوت يلف الحياة حولنا ، ويدور ويدور .. ونحن لا نريد أن نسمع .. لا نريد أن نترك له أو نعطيه الفرصة ليدخل حياتنا ويقهر الظلمة فيها .. ويقهر الصمت أيضاً ..
الصوت يدور بحينا .. ينادى عند كل مئذنة .. يصرخ عند كل زاوية ، يغنى موواليه ولياليه ويهمس عن حبه وأمانيه ويناجى حبه ومناجيه ... ورغم ذلك لم يجد عند كل هؤلاء الصدى والدفء ومن يرحب به .. فيتراخى ويتدلى عند أكتاف الأرانب المذعورة ومن ثم يهرب معها إلى أقرب حفرة وفي أقرب جدار .. فيتوارى ويصمت .. وحين يتوارى الصوت ويصمت ................ يموت كل شيء ..!!
وقد نسأل انفسنا : هل مع الصمت يولد الحب ..؟
فالحب هو الكلمة والصوت معاً .. فكيف يولد حب في دنيا لا كلمة فيها ولا صدى للصوت ؟ .. هنا نجزم أن الحب قد مات قبل أن يولد ؟
لذا يجب أن نقول ياصمتنا تكلم .. لقد طال سكوتك .. ياصمتنا تكلم ولا تضن ببوحك .. ياصمتنا تكلم فقد همد الحس من صمتك ..ياصمتنا تكلم ..من صمتك كرهت أن أردد هذه الكلمة ووقع الصوت ومعنى النغم ..
ياصمتنا كفاك صمتاً .. تكلم .. فما يولد في العتمة يموت في الظلااااام .. وحين تتكلم ياصمتنا ينبعث النور وتنبض القلوب وتتفتح الورود وتبتسم الشفاة وترى العيون الحياة أجمل وأجمل وأجمل ..!!
مع خالص ودي وباقات وردي للجميع